كتبت الدكتوره هبه احمد عبدالعزيز
من المملكه العربيه السعوديه
واجهنا في الآونة الأخيرة ظاهرة سلوكية تأذى منها الكثير في المجتمع لا سيما كانت موجودة منذ فتره طويلة ولكن الغريب انتشارها بين الأطفال والمراهقين بشكل خاص ألا و هي ظاهرة التنمر وإذا أردنا تعريف هذه الظاهرة فنستطيع القول بأنها ظاهرة سلوكية عدائية فيها الكثير من العنف والإيذاء والإساءة سواء أن كان على المستوى النفسي أو الجسدي
و التنمر له عدة أشكال وأنواع يمكننا حصرها فيما يلي:-
التنمر اللفظي و فيه يتلفظ الشخص على الأخر بألفاظ بذيئة تخرج عن الأدب العام ويستخدم فيها المتنمر حيل من الاستفزاز للشخص الاخر والإساءة بالتعليقات الغير لائقة لاستثارة غضبة و كسب نوع من انواع التفاخر أمام مجموعة المتنمرين الذي ينتمي إليهم فللأسف الشديد أصبح المتنمر لا يكتفي أن يكون بمفرده فيصنع حوله مجموعة من المتنمرين يكون هو على رأسهم حتى يتفاخر بسلوكه السيئ أمامهم وحتى يحصل على جمهور يشجعه على سلوكه السيئ
التنمر العاطفي وهو التسبب في احراج الشخص الذي أمامه أمام جمهور من الناس سواء أن كان في المجتمع المدرسي أو على مستوى الصداقة العامه في أماكن التجمعات فيتسبب في جرح مشاعره وإحساسه بخيبة الأمل وهنا يستهدف المتنمر شريحة معينة التي يرى فيها أنها لا تستطيع أن تدافع عن حقها أو من الشخصيات الخجولة التي لم تتعود على النقاش والجدال وعلى الرغم من أن هذا النوع من التنمر يعد من أبسط انواع التنمر إلا أن آثاره النفسية وخيمة خصوصا على الأطفال والمراهقين
التنمر الجسدي وهو أخطر أنواع التنمر حيث أن المتنمر فيه يستهدف الإيذاء الجسدي بنوع من انواع العنف الشديد التي قد تصل بعضها إلى حد الموت اذا لم يتم السيطرة عليها وهو سلوك عدواني خطير يجب الحظر منه خصوصا عند المراهقين
وكما تعودنا لا توجد مشكلة إلا ولها أسباب وظاهرة التنمر لها أسباب عديدة سوف نتحدث عنها في البداية من الناحية النفسية التي تدفع المتنمر الى القيام بهذا السلوك السيئ .
من المعروف أن الطفل يكتسب سلوكياته الأولى من الأسرة وبعض الأطفال يتعرضون الى ظروف اجتماعية سيئة منها نقاش الأهل في مشاكلهم أمام الأطفال أو التحدث بألفاظ غير لائقة ومن الغريب والمثير للدهشة في مجتمعاتنا العربية أننا نفرح عندما يبدأ الطفل بالحديث ويستخدم بعض الألفاظ الغير لائقة فنستقبلها بفرحة مما يجعله يشعر أنها شيء مألوف فينشأ على استخدام الألفاظ السيئة دون أن نشعر وبعض الآباء تقوم بالعنف الأسري سواء أن كان للزوجة أو الأبناء فينشأ الطفل في وسط مجتمع متنمر يكتسب منه كل الأمور السيئة أولها العصبية والحديث بشكل جارح وأسلوب غير مقبول في المحيط العام لديه فيصبح بطبعه طفل عدواني
وهناك أيضا من يتنمر بسبب الكبت وفقده لذاته داخل المنزل فنرى بعض الآباء والأمهات يتعاملون مع الأطفال بشكل خاطئ يجعلهم يفقدون ذاتهم والتعبير عنها بشكل كبير فينشئ عندهم نوع من انواع الكبت الذي يؤدي به الى الانفجار ويجعله يسقط الكبت الذي بداخله على من هو اضعف منه ليرضي ذاته الداخلية ويشعر بنوع من انواع الانتصار بعد أن هزمت ذاته داخل المنزل وللأسف اخطر مرحلة عمرية تتعرض لقهر الذات هي مرحلة المراهقة خصوصا عند الذكور لأنها مرحلة تكوين الشخصية لديه فما أن يفقد تكوين شخصيته داخل المنزل يحاول انشائها بشكل او بآخر خارج المنزل دون رقابة من الأهل فيتعرض لكسب معلومات خاطئة وسلوكيات سيئة لا سيما من رفقاء السوء على سبيل المثال
وطبعا انتشر التنمر بشكل كبير في المدارس والجامعات والنوادي الرياضية وأماكن التجمعات العامه وينتج عنه الكثير من المشاكل مثل التحرش اللفظي والجسدي
طرق نتفادى بها ظاهرة التنمر قبل حدوثها وبعد حدوثها:-
زيادة الوازع الديني عند الأطفال والمراهقين
عدم مناقشة مشاكلنا الخاصة أمام الأطفال سواء أن كانت على المستوى اللفظي أو غيره
التعامل مع الطفل او المراهق بشكل لائق وعدم كبت رغباته الداخلية في التعبير عن رأيه وعدم تحقير ذاته ومناقشته بشكل يستطيع فيه تفريغ أي كبت يتعرض له على المستوى العاطفي سواء أن كان في الأسرة أو على مستوى صداقاته الخارجية بالمدرسة وغيرها
متابعة السلوكيات الخاصة بالطفل والمراهق أول بأول وانتقاد السيئ منها بشكل جيد لا بطريقة عنيفة حتى لا يقابل الانتقاد بالعند
المتابعة بشكل مستمر مع الاخصائي الاجتماعي بالمدرسة أو المرشد الطلابي وحث الطفل على التواصل معه بشكل دائم اذا ما قابلته أي مشكلة في المدرسة حتى يوجهه التوجيه الصحيح
الطفل بطبيعته مستمع جيد خصوصا وقد أصبحنا في مجتمع السوشيال ميديا نستطيع استغلال هذا في تحفيزه لسماع بعض المقاطع التي تتحدث عن السلوك الحسن وبعض المقاطع التي تتحدث عن التنمر وخطورته بشكل عميق خصوصا الفئة العمرية لسن المراهقة
والحديث عن ظاهرة التنمر قد يطول كثيرا ولا يسعنا وصفه في مقال واحد انتظروا باقي المقالات حول هذه الظاهرة
بقلم الدكتورة /هبه احمد عبد العزيز
