تستمر الانتقادات للحكومة التركية نتيجة الاجراءات الوقائية التي لجأت إلى تطبيقها منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد وانتشاره في معظم الولايات خاصة إسطنبول، التي تعد البؤرة الرئيسية للفيروس في تركيا.
وتصرّ الحكومة التركية، التي يقودها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم والذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان على “تجاهل نصائح” المجلس العلمي لمكافحة فيروس كورونا في البلاد، وفق ما يقول أكاديميون أتراك.
وفي هذا السياق، انتقد الأكاديمي والعالم التركي المختص في مجال الأغذية، بولانت شيك، قرار حظر التجوّل في تركيا، الّذي استثني منه العاملين في مختلف وسائل الإعلام قبل يومين في 31 من ولايات البلاد.
تجاهل إرشادات المجلس العلمي
واعتبر في حديث لـ “العربية.نت” أن “الإجراءات الوقائية التي تقوم الحكومة بتطبيقها لا تجدي نفعاً وأن كامل المسؤولية تقع على عاتقها بعد فشلها في إدارة هذه الأزمة بشكلٍ جيد”.
كما قال إن “أزمة كورونا ستتفاقم في تركيا طالما أن الحكومة تتجاهل إرشادات المجلس العلمي”.
وأضاف أنه “لو تمّ كشف توصيات المجلس العلمي للسكان بشفافية لما كانت ستظهر تلك الثغرات الكبيرة في تطبيق فرض حظر التجوّل”.
من اسطنبول (أرشيفية- فرانس برس)نشر الأكاذيب
إلى ذلك، اعتبر إلى أن “الحكومة تختار اللجوء إلى الأكاذيب والاستبداد بدلاً من نشر الحقائق الكاملة”، في إشارة منه لاعتقال وزارة الداخلية لمنتقدين أتراك اعترضوا على الاجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة في بلادهم.
وسخر العالم التركي من قرار حظر التجوال الذي رفع ليل أمس الأحد، واصفاً إياه بـ “السخيف” والّذي تسبب بحالة من الخوف والهلع في الشارع.
وتابع أن “الحظر لمدة يومين أعاد قاعدة المسافة الاجتماعية (مسافة الأمان) للواجهة، فالّذين خرجوا للتسوق لم يحترموا ذلك وكنا نرى 30 أو 40 شخصاً داخل محلٍ صغير أو ينتظرون أمام بابه، وهو أمر سيؤدي حتما لانتشار الفيروس بشكلٍ سريع في الفترة المقبلة”.
تضحية بالعلم من أجل السياسة”
كما لفت إلى أن “الحكومة تصرّ على عدم اتباع نصائح المجلس العلمي وهذا خطأ كبير. لا ينبغي التضحية بالعلم على حساب السياسية”.
وأشار إلى أن “الحكومة لم تتخذ قرار حظر التجوّل بشكل صحيح لأنها أهملت العديد من النقاط الأساسية مثل مسار انتشار الفيروس وكيفية إدارة هذه الأزمة والتباعد الاجتماعي والتوعية بشأن مخاطر هذا الفيروس”.
كما أعرب العالم التركي عن غضبه من “سوء إدارة أزمة كورونا” في بلاده بشكلٍ عام، معتبراً أن “المجلس العلمي كان عليه تقديم استقالته لأن قراراته لا تنفذ ولا تؤخذ على محمل الجدّ من قبل الحكومة”.
الأكاديمي والعالم التركي المختص في مجال الأغذية، بولانت شيكيشار إلى أن المجلس العلمي لمكافحة فيروس كورونا في تركيا، هو هيئة طبيّة تتبع لوزارة الصحة وتتكون من “كبار” الأطباء المختصين بالأمراض الرئوية والمعدية.
وأوصى المجلس الحكومة التركية منذ تفشي كورونا في العالم بإجلاء مواطنيها من الخارج وخاصة من مدينة ووهان الصينية ووضعهم جميعاً في الحجر الصحي لمدة أسبوعين. كما أوصى بحظر رحلات الطيران وإيقاف الهيئات التعليمية وإغلاق الحدود البرية مع دول الجوار وعدم السفر للخارج.
ورغم حزمة التوصيات هذه، يصرّ أكاديميون أتراك على أن الحكومة “تأخرت” في تطبيق تلك التدابير أو “أخفت نصائح أخرى للمجلس قد يكون من ضمنها فرض العزل الكامل في كلّ مناطق البلاد”.
