كتبت : فيروز نبيل
سبحان مُغير الأحوال كنا نُنادى فى الماضي بضرورة التقارب والتواصل الفعلي بين البشر وكنا نُلقى كل اللوم على وسائل التواصل الإجتماعي التى ساهمت بشكل كبير فى زيادة الفجوة ولكن الأن ومع ظاهرة تفشى فيروس كورونا على مستوى العالم و مناشدة كل حكومات الدول مواطنيها ضرورة الإلتزام منازلهم قدر الإمكان لمنع انتشار المرض الذى اصبح شبح هذا العام اصبحت وسائل التواصل الإجتماعي هى الملاذ الأمن للتواصل بين البشر والإطمئنان على بعضهم البعض أصبحنا الأن نتجه للتعليم عن بعد من خلال برامج وفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفه و أصبح الجميع يتجه للشراء من خلال مواقع الأون لاين أصبحنا نشعر بالرعب عندما يقوم أى شخص بمصافحتنا عن طريق اليد او التقبيل تم تأجيل كل الأفراح والاحتفالات والمؤتمرات وأغُلقت دور العرض والمسارح ، ونحن كمصريين لم نتعود على مثل هذا السكون و البقاء لفترات طويله فى بيوتنا ‘ وفى الحقيقه يوجد الكثير من السلييات لهذا الفيروس اللعين ولكني دائما تعودت ان أنظر الى الإيجابيات ولأنى على يقين ان مع كل محنه منحه من الله عز وجل وان الله رحيم بعباده اجد كثير من الإيجابيات مُصاحبة لهذه المحنه وهي كالتالي:
اولا. تم الرجوع لعاده من عادات الزمن الجميل ألا وهى تجمع الأسرة وتقاربها مره اخرى
ثانيا. التقرب الى الله بالدعاء والصلاه فى أيام مباركه فنحن الأن بشهر رجب وساعات قليله تفصلنا عن ليلة الإسراء والمعراج وكأن الله أراد ان يسمع صوت دُعَائنا فى هذه الأيام المباركة
ثالثا. حالة الوعي التى بدأ يشعر بها الجميع هذه الأيام سواء من جانب الحكومةمتمثله فى صورة كيفية ادارة الأزمة بإحترافية كبيرة تحسب للدولة المصرية وجميع مؤسساتها وايضا من جانب المواطنين فنرى الجميع الأن يهتم بالتغذية السليمه وبالنظافة الشخصية وايضا نظافة البيوت وتطهيرها بشكل جيد
رابعا. البقاء لفترات طويله بالمنزل جعلت كل شخص ينفرد بنفسه ويعيد حساباته مع نفسه ومع الغير ويكتشف ذاته بشكل كامل بعيدا عن صخب الحياه وضوضائها فالبعض اعاد اكتشاف مواهبه من جديد فمن كان يهوى المزيكا أصبح يسمعها ويستمتع بها ومن كان يهوى الرسم فيملك الأن الفرصه لرسم أجمل اللوحات ومن يهوى الكتابه مثلي فهذه فرصته للإستمتاع بها …. الخ
خامسا. أصبح لدى كل أم وأب فرصه كبيرة للإهتمام بصغارهم وتربيتهم بشكل صحيح واكتشاف مشاكلهم ومحاولة حلها وايضا اكتشاف مواهبهم وتنميتها
سادسا. اصبحنا ندرك أننا بتعاونا واتحادنا سويا نستطيع هزيمة اى عدو سواء كان هذا العدو متمثل فى صورة دول معاديه لنا او فيروس يريد ان يفتك بنا
الخلاصه مما سبق ان الله عز وجل أراد ان يُعطينا هدنه واستراحه من صخب الحياه أراد أن ُيعلمنا أننا مهما وصلنا من درجات العلم والمعرفة فأننا لن نستطيع مطلقا اكتشاف خبايا وأسرار هذا الكون واننا جميعا نعيش تحت ظله ومعيته وما أوتيتم من العلم الا قليل وأكبر دليل على ذلك هو وقوف كبرى الدول عاجزه فى مواجهة هذا الفيروس الضعيف رغم كل امكانياتها العلمية والمادية اراد ان يجعلنا ندرك قيمة النعم التى اعتدنا عليها ولكن حين فقدناها ادركنا اهميتها فنعمة الصحه والأمن والأمان من أهم النعم
لذلك أعزائي يجب أن نأخذ كل الحذر وكل الإحتياطات لمواجهة هذا الفيروس اللعين ويجب أن نتكاتف جميعا لمحاصرته وهزيمته ويجب أن نلجأ الى الله عز وجل وندعوه أن يشفى كل مريض وأن يحفظنا جميعا فهو القادر على كل شيئ
دمتم أمنين سالمين
