“هل من حق الزوج ان يفرض على زوجته نمط معين من التدين؟” هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه “والله أعلم” ليجيب موضحًا مدى مسئولية الزوج والمسئول عن رعيته وهل سيحاسب إذا قصر أحد منها.
يقول الدكتور علي جمعة إن الكل راع والكل مسئول عن رعيته، مؤكدًا أن المسئولية والسلطة وجهان لعملة واحدة، لكن ما هو مسئول عنه الزوج وما ليس مسئول عنه؟ يقول جمعة إن الله سبحانه وتعالى يقول: “وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا”، وأوضح جمعة أن أصل الديانة ألا تزر وازرة وزر أخرى وهي المسئولية الفردية، أما كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فهي مسئولية عن تهيئة أسباب الحياة والسعادة.
فيقول جمعة إن ما على القائد والمسئول أن يريح من تحت مسئوليته وأن يوفر لهم أساسيات الحياة ، “فهو تكليف قبل أن يكون تشريف” فالله كلف المسئول بالقيام بمن هم تحت مسئوليته، سواء كان زوجًا أو رئيسًا أو إمامًا للمسجد، أما إذا كانت الزوجة ترفض مثلا صلاة النوافل فهو يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويأمرها بالتمسك بالفريضة، “فذمة مراتي وذمة ولادي بعد البلوغ منفصلة تمامًا عني وكل واحد فيهم متعلق من عرقوبه”، وأشار جمعة إلى أن الله ضرب لنا امثال كثيرة في القرآن الكريم، مثل سيدنا ابراهيم الذي كان ابوه كافرًا، ونوحًا الذي كان ابنه كافرًا، وزوجة فرعون التي كان زوجها كافرًأ، مؤكدًا أنه يوم القيامة ليس هناك أحد مسئول عن أحد، وقال جمعة إن الحدود في ذلك هي “النصيحة”، ذاكرًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، مؤكدًا أن الزوجة والأولاد أولى، موضحًا أن ما قبل البلوغ تربية وما بعد البلوغ هو نصيحة.
