ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم الكذب على الفقير حتى يقبل الصدقة دون حرج، يقول فيه السائل: صاحب المطعم عندما جاءه فقير يطلب الصدقة قال له اليوم جاءني توأم وشك حلو عليا وهو في الحقيقة لم يأته شيء، ولكنه قال ذلك حتى يقبل الفقير الصدقة دون إحراج، فهل الكذب في هذه الحالة حرام؟
“الكذب حرام عاوزين نجبر بخاطر الناس نشوف حاجة تانية غير الكذب”، يجيب الدكتور أحمد ممدوح، امين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر فيديو نشرته الدار على قناتها الرسمية على يوتيوب، قائلًا أنه قد يقول له مثلًا أن الله أكرمه اليوم كرمًا واسعًا و”وشك حلو عليا”، لكن يؤكد ممدوح أنه ليس من الضرورة أن يخبره أن جاءه توأم ويكذب في ذلك.
وذكرت دار الإفتاء المصرية أنواع الكذب الذي لا يوجب الوقوع في المعصية، فمنه ما جرت به العادة في المبالغة كقول الإنسان لآخر: اتصلت بك مائة مرة، فإنه يُقْصَد بها المبالغة لا تحديد عدد المرات، فإن لم يكن اتصل به إلا مرة واحدة كان كاذبًا.
ثم أوضحت المواضع التي يباح بها الكذب حسبما تاكد في الشرع، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: “وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا”.