“ما حكم الشرع فيمن يستهزئ أو يعارض الأحكام الشرعية الموثقة؟” هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في أحد مجالسه العلمية، ليجيب قائلًا إن هناك من يفعل ذلك جاهلًا بأحكام الشريعة، ومن يفعل ذلك عالمًا بالاحكام لكن غير معتقد بها.
فيقول جمعة إن أول هذه الحالات أن يكون هذا الشخص جاهل بأحكام الشريعة فيستهزيء، فهذا مقامه التعليم، وقال جمعة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حين يرى أحدًا لا يعلم الحكم يعلمه، وروى جمعة قصة الأعرابي الذي بال في المسجد في حديث أبي هريرة: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبيﷺ: “دعوه، وأريقوا على بوله سَجْلاً من ماء، أو ذَنوباً من ماءِ، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”، وروى أيضًا قصة ذات الانواط، حين كان مع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة في إحدى الغزوات ووجدوا وثنيين يعبدون شجرة ويضعون عليها “الانواط” وهي النياشين، فقالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أسألتموني كما سألت بني إسرائيل موسى اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة؟ وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم معنى التوحيد.
أما صاحب الحالة الثانية، وهو، حسبما يرى جمعة، من يعلم الشريعة تمامًا ويعلم ما فيها ولكنه يعترض عليها وعلى أحكامها ولا يريد عقيدة أن يكون هذا، وهذا شأنه أن نطلب منه التوبة، ويبين جمعة سبب ذلك بـ أنه “ضل ويريد أن يضل”.
