كتبت : هبة القماش
قال تعالي ” إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ” .
حينما تشعر بالحزن والضيق بث حزنك وشكواك لله رب العالمين عن طريق البريد الرباني وهو الدعاء وهو البريد الذي يصل بسرعة البرق .
الدعاء هو الرسالة التي بينك وبين ربك , فلا يوجد حجاب بين دعائك وبين السماء ولا عوائق ولا استئذان , فالله سبحانه هو من سيجبر خاطرك وكسرك ويخفف حزنك وألمك .
يوجد في حياتنا نوعين من الابتلاء هما الاكتئاب والحزن ولابد أن نعرف أن نفرق بينهما جيداً.
أولاً الاكتئاب :
وهو مرض نفسي له مجموعة أعراض وهو يقلل كفاءة الإنسان الحياتية والنفسية والصحية , ومع مرور الوقت يمكن لهذا المرض أن يتطور ويؤدي إلى أمراض عضويه لأن الإنسان هنا لا يستطيع التفاعل بشكل طبيعي مع الحياة.
ثانياً الحزن :
- و هو شعور طبيعي يستطيع الإنسان أن يتفاعل مع الحياة بشكل طبيعي , كما فعل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما مات ابنه إبراهيم ابن ماريا القبطية وقال : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون , فالإنسان العادي يحزن , أما الإنسان القوي هو من يتقن فن إدارة الحزن , وجميعنا نمر بفترات حزن , ولكن ليس كل فرد يتقن فن إدارة الحزن .
الحزن إحساس سيئ يصيب الروح عندما يعجز الإنسان عن الوصول لهدف أو تحقيق حلم , و عندما يفقد شخص وما أدراكم بآلام الفقد , عندما يمرض أو يتعرض لابتلاء أو مصيبة , عند خسارة شئ قيم بالنسبة له .
الحزن إحساس وشعور طبيعي عندما تعجز عن فعل شئ تريده أو الاحتفاظ بشئ ترغب فيه .
كيفية إدارة الحزن :
أولا بتفعيل الإيجابيات الروحانية مثل قراءة القرآن والصلاة والدعاء لكي تهدأ وتسكن روحك .
ودائما أذكر نفسي أن كل حزن له بداية , كما أن له نهاية , وكل الظروف أياً كانت ستمر , إن الحزن ابتلاء واختبار لقوتك إرادتك و صبرك .
وتذكر دائما أنك ستؤجر عليه ويرفع به الله قدرك , ويخفف عنك ذنوبك ليرحمك في الآخرة .
و يجب أن يكون لدي الفرد قدرة إيجابية من الإدارة الروحية للحزن بالاستعانة ببعض الأحاديث التي تخفف وطأة الحزن على قلبك مثل حديث رسول الله صل الله عليه وسلم .
و ” ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه ” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
يقول الأطباء النفسيين أن الإنسان يمر فور وقوع المصيبة بخمسة مراحل هما :
المرحلة الأولى وهي مرحلة “الصدمة ” .
المرحلة الثانية وهي مرحلة ” الإنكار ” ودائما نسمع بعض الكلمات ومنها لا أو لا يمكن.
مرحلة الثالثة وهي ” الاحتجاج ” .. ” لماذا أنا ولماذا حدث هذا الأمر ” .
مرحله الرابعة ” الكآبة “.
وأخيراً المرحلة الخامسة وهي ” القبول بالأمر الواقع وتخطي الحزن ” .
هناك من يتجمدون عند الإنكار وترى الشخص صامت لا يريد التصديق , ولا يستطيع أن يستوعب ما حدث وهذه أخطر المراحل ولابد من مساعدته على تخطيها ليكمل باقي المراحل حتى يشعر بالقبول والرضى.
تعلم كيف تدير حزنك , وكما يقولون بالعامية ” الشاطر فينا اللي عرف يتغلب على حزنه والأشطر اللي عرف وأتقن فن إدارة الحزن ” .