بقلم الدكتورة / هبه أحمد عبد العزيز
نتحدث في هذه المقال عن بعض الصدمات التي تقابلنا في حياتنا والتي تسبب لنا على المدى الطويل الاضطرابات النفسية والتي من الممكن ان تكون صدمات قديمة لا تظهر آثارها في الصغر ولكنها تبدأ في الكبر عند مواجهة موقف مشابه لموقف الصدمة القديمة
على سبيل المثال مواقف التحرش الجنسي عند الصغار
يتعرض بعض الأطفال في الصغر الى بعض التحرشات الجنسية والتي لا تكون مفهومه بشكل متكامل عند الصغار لكنه يعلم أنه شيء يدخل في نطاق العيب والعار والذي يجعله يكبت ما تعرض له واخفاءه عن والديه مما يجعل الصدمة عنده تتحول الى نوع من أنواع الكبت فيخزن في العقل اللاواعي ليتم استدعائه مرة أخرى عند التعرض الى موقف مشابه ومن ثم يحدث الاضطراب النفسي
ونتحدث بشكل خاص عن اضطراب التروما
هو شعور يصيب المتحرش به بأن جسده منتهك دون أن يمتلك القدرة على الصراخ أو الاعتراض وغالبا ما يصاب به الأطفال بسبب عدم معرفتهم للحياة الجنسية بشكل متكامل كما أن الأطفال يخافون من الحديث في الأمور التي تتعلق بالأمور التربوية خصوصاً اذا كانوا من أسرة محافظة وشديدة العادات والتقاليد مما يجعلهم يكبتون ما تعرضوا إليه ومع مرور الوقت يأتي اضطراب ما بعد الصدمة حينما يتعرضون لمواقف مشابهه وليس من الضروري أن يكون الموقف تحرش فمن الممكن أن يكون عند الزواج في العلاقة التي شرعها الله عز وجل لا يستطيعون الاندماج في العلاقة لأن العقل اللاواعي يبدأ في فتح الملف القديم المخزن لديه والذي يعتبر من المواقف السلبية السيئة عن الحياة الجنسية فيحدث لديهم نوع من أنواع الرفض للعلاقة الزوجية وارضاء الغريزة بأشكال أخرى تعتمد على النفس وتفريغها اما من خلال الأحلام أو أحلام اليقظة أو حتى عن طريق العادة السرية خوفاً من التعامل مع شخص أخر يعتدي على جسدهم حتى لا يتكرر الموقف القديم فيصبح لدى الجسد شعور بالرغبة في رفض التلامس من أي شخص آخر غير أن المريض في هذه الحالة يعيش نوع من أنواع الشعور بالذنب ويوجه اللوم والعتاب لنفسه بشكل كبير وهو ما يعرف بجلد الذات ويحدث هذا نتيجة صمته عن الصراخ او الاعتراض عن الموقف الذي تعرض له ولم يفصح عنه لأحد والتزم فيه الصمت لفترة طويلة
أعراض التروما
الشعور بالذنب وتأنيب الضمير
جلد الذات
الكبت الذي قد يصل الى الاكتئاب
الشعور بالقلق والخوف الذي من الممكن ان يصيب البعض باضطرابات القلق وخصوصا الرهاب بأنواعه او الوسواس القهري نتيجة الشك وعدم الثقة في الاخرين
انعدام الأمان والثقة والشعور المستمر بعدم الاستقرار
اضطرابات النوم نتيجة الاحلام المزعجة والكوابيس
الشعور بالإجهاد المستمر من بذل أي مجهود حتى وان كان ضئيل نتيجة الإحباط الشديد الذي يصيب الانسان في هذا الوقت
الشعور بخيبة الأمل وفقدان الثقة في النفس لأنه باستمرار يشعر بالخذلان لأنه كان غير قادراً على انقاذ نفسه مما تعرض له وغير قادر عن الدفاع عنها حتى لو بالصراخ
ويمر مريض التروما بعدة مراحل سنتعرف عليها في المقال القادم ان شاء الله
