التربية بالحب / كتبت ناهد مجاهد
” أدب الناس كما علمتك، فمن لم يؤدبه الحب يؤدبه مزيد من الحب”
مقولة للأديب نجيب محفوظ تعكس احتياج واقعنا المعاصر لمعاني التأديب والتربية الحقيقة ؛فالحب له سر عجيب يتعدى ذات الفرد ، وهو أعظم قوة دافعة ،وعاطفة محركة ، وطاقة باعثة.
في زمن أصبح الحب مجرد كلمات رنانة تسكب في الآذان وافتقد نا معناه الحقيقي كسلوك وليس كلمات. فمجرد طرح فكرة التربية بالحب يترأى أذهاننا الميوعة والاستخفاف والاعتمادية.
فالحب أحتياج أساسي من الاحتياجات النفسية للإنسان منذ ولادته مع إهمال هذا الاحتياج يصبح الإنسان مهزوزه ومعرض للاضطرابات والأمراض النفسية وبذل الحب والمحبة دليل على السواء النفسي فالحب يوصم في القلب وهكذا يبقي إلي الأبد .
فنجد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم المربي والمؤدب حول الحب من أطاره الفكري والشعوري إلي السلوك والممارسة فكانت المدرسة المحمدية الرائدة هي مشاعل هداية أضاءت الكون للعاملين.
وفي هذه المدرسة النورانية مفتاح التربية الصحيحة يبدأ بالحب والحنان لينتهي بالتعليم والتوجيه والافهام.
فالحب والتوجيه كجناحين طائر لايمكن الطيران باحدهما فقط ولا يمكن فصلهما. فالحب بحاجة للتوجيه ليهذبه ويعززه ،والتوجيه بحاجة للحب ليرسخه ويقويه.
التربية قائمة على التفاعل بين المربي والفرد فما يصلح لشخص لا يصلح لغيره ،حيث إنك تتعامل مع إنسان صاحب روح وصاحب قلب وصاحب جسد ؛لذلك على المربي الفصل بين سلوك الفرد والفرد ذاته ،فالمنبوذ هو السلوك وليس الفرد ،الفعل وليس الفاعل.
فالتربية هي الحضور الدائم للحب ؛فلا تحرموا أنفسكم ولا أولادكم من الحب كسلوك وشعورك ومنهج لل
حياة.
