كتبت / منى حافظ
الزواج الصحيح هو علاقة سليمة مكتملة بين طرفى العلاقة بطولتها من واقع المعيشة الحياتية هم الزوج والزوجة تتصف بالإحترام والتقدير والوفاء والحب والعطاء وتحمل المسئولية التى من الضرورى أن تقع على عاتق كل منهما ودوره الأساسى والرئيسى فى نجاح وبناء بييت يتسم بالتوافق والمودة بين كل فرد من أفراد الأسرة ، لكن للأسف تغير النفس البشرية وليس الزمن فالزمن واحد لا يتغير فنحن من نصنع ونغير ، اصبحت المعرفة الحقيقية والمغزى من الزواج ضئيلة لايقدرها إلا القليل واصبح لايرى إلا نفسه فقط دون مراعاة حقوق ومشاعر الطرف الآخر ، للأسف هذه هى الحقيقة التى يغفلها البعض ، ومن خلال موضوع مقالى هذا قمت بإختيار عنواناً مناسبا له وهو الزواج على الطريقة الحديثة فهو مقتبس من إسم فيلم للفنانه الراحله الجميلة سعاد حسنى والفنان المتألق حسن يوسف وهم يجسدان الحبيبان اللذان يضحيان من أجل إسعاد الآخر فهى ترفض المال والزواج المبنى على المظاهر الكاذبة من أجل حبها وهو يجتهد فى دراستة والعمل بجد حتى يصبح رجل يعتمد عليه قدير بالمسئولية والوقوف بجوارها ومواجهة الصعاب حتى لايتخلى عنها وذلك للوصول إلى مبتغاهم وهو الزواج وأن يجمعهما الله فى الحلال ، فى الواقع هو مختصر حكاية لمؤلف ولكنها موجودة فى الواقع الذى نعيش فيه .
عرفنا الله الزواج قبل نزول الأديان السماوية بل قبل خلق البشرية من خلال أن خلق الله سبحانه وتعالى أول من خلق من البشرية نبينا وابونا آدم ، فالله خلقة فى أحسن صورة وأحسن تقويم ، فهو خلق وحيداً ليس له أنيس ولا ونيس ولاجليس وكان يرجو فى وحدته بينه وبين نفسه فى الجنه ما يؤنسه ولأن الله يعلم بما يدور فى عقله فخلق له امرأه تؤنسه فى حياته وعند نومه خلق من ضلعه هذه المرأه وعندما استيقظ نظر بجانبه رأها وسألها من إنتى فقالت أنا من خلقت لتسكن إليها ، فسألته الملائكه ماهو اسمها الذى تختاره فقال اسميها حواء فهو يعنى انها خلقت من كائن حى ، عاش آدم وحواء فى الجنه سعداء وعاشوا فى سخاء ورغد وعيشة هانئه كان لها الإبن والأب والزوج وكانت له الابنه والأم والحياة والونيسه كانت هى الجنه داخل الجنه حتى أن وسوس لهما الشيطان بأن يأكلا من شجرة الخلد التى حذر الله من أكلها وغرهم بأكاذيبة واقنعهم بها وأنهم إذا أكلوا فيصبحون ملائكة ولكن سرعان ماغضب الله عليهما وانزلهم الأرض ليكونوا عبره وعظه وحكمة لمن يخلق بعدهم واراد الله أن يتزوجا آدم وحواء على الأرض ليتناسلون ويتكاثرون فيما بعد لتزداد البشرية وبالفعل انجبا أول توأمان قابيل وترك الحوراء ثم انجبت توأم أخر هابيل وجهانه وأمرهم الله ان يتزوجا كل اخت لاخ التوأم الآخر واستمرت حواء فى الإنجاب حتى انجبت عشرون مره وتكاثروا وتزوج الأحفاد بعضهم حتى حرم الله بعد ذلك زواج الأخوات .
تكلمت فى السابق كيف عرف الإنسان الزواج قديما والحكمة منه ولكن مازال البعض يتغافل عنه رغم أن جميع الأديان السماوية الأربع التى انزلت بعد ذلك عرفت البشر حسن المعامله وتقوى الله فى ماخلق ومن بين البشر الذى لم ننساه فهو فى قلوبنا دون أن نراه هو سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو من علمنا حسن المعاملة ونعتبره حتى الأن قدوه حسنه فهو تزوج أحد عشر مرة ولم تكن زيجات النبى إلا لأهداف سامية وغايات عاليه خاليه من الأنانية ورسالة ووحى من الله ومن ضمن أسباب تعدد زوجاته هو نشر الإسلام فهو تزوج المطلقة والارمله ومن أحبها ومن احترمها وكله لوجه الله وبرغم أنه أحب أكثر زيجاته بعد السيده خديجة هى السيده عائشه إلا انه تعامل مع الجميع بكل عدل دون تحيز لأحد دون الآخر وصادق فى كل اقوله وأمين فى تعامله .
أصبح الأن البعض يقلد دون معرفة ويرى أن الله شرع للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع ويفعل ذلك دون وجه حق ويتعدى على حقوق الآخر ولكن الله ذكر وإن خفتم الاتعدلوا فواحده ، بالطبع الله شرع هذا ولكن لظروف قسوى وليس من لديه مال فقط فالعدل ليس بوجود المال إنما لأسباب اخرى يؤخذ بها .
للأسف الشديد الزواج الأن أصبح سلعة رخيصة الثمن ورديئة ودنيئة لمن لايقدرها فالزواج ميثاق غليظ يقوم على الاحتواء من جانب الطرفين الزوج والزوجة ، فى الواقع الأليم وبعد أن صدر قانون الخلع أصبح الطلاق سهل وسريع قانونياً ولكنه فى بعض الأوقات يكون ظلم للزوجة ، فبعض الأزواج يتعاملون بكل عجرفة وانانية ودونية و التعسف والبعض يتضرر بالعنف الشديد المعنوى والنفسى و اللفظى والجسدى فالعامل النفسى أشد بكثير فهو يترتب عليه باقى العوامل فهو الأساس فالعامل النفسى يعتبر العمود الذى يبنى عليه باقى العوامل التى ذكرتها ، ومن خلال ذلك تتضرر الزوجه للخلع مقابل أن تتنازل عن كل حق من حقوقها التى شرعها الله مضطرة حتى تأخذ حريتها وراحة بالها التى سلبت منها وهى فى أشد إحتياجها ولكن لابأس الظلم ظلمات يوم القيامه ، كما أن هناك أيضاً الزوجات تتصف بالأنانية والتخلى عن الإنسانية وترى أن التقدير هو من يدفع أكثر ولاتبالى فالراحة من وجهة نظرها هى ما تستطيع اقتناءة وتنسى أن الراحة والسعادة نحن من نصنعها ولكنها لا تأتى بطبق من ذهب ، وينسون أيضاً ما شرعه الله فى كتابه ، أصبح الزواج الأن ورقة يمضى عليها أمام الجميع ويتناسوا القسم أمام الله ولذلك تتكاثر نسب الطلاق داخل المجتمعات ، ويعلق كل منهما الآخر شماعة أخطاءه على الآخر ويرى انه له حقوق دون واجبات ، ولازال الجهل والرجعية مستمرة دون معرفة الهدف الرئيسي من الزواج وكأنهم يتصارعون داخل الحلبه وأن القوى هو من يفوز فى النهاية .
الزواج الحقيقى السليم هو بين شخصين يكملوا بعض وليس يكملوا على بعض لتستمر الحياة فالزواج ليس سلعة تشترى ولاتباع فهو حياة تستطيع أن تسعد بها أو تتعس منها تترتب على الوفاق لخلق حياة سليمة سوية يحصد من خلالها ذرية خاليه من العقد .
فى النهاية اقول قولى بأن تتقوا الله فلا يبقى سوى وجهة العظيم ، فمهما جمعت وطمعت من الدنيا فتخرج منها كما ولدتك أمك .
