كتب الدكتور / بهاء عسكر
البيئة و الطاقة الجديدة و المتجددة
لقد أصبحت حماية البيئة ضرورة من ضرورات الحياة و تحظى بإهتمام المجتمع الدولي بأكمله و ذلك لتأكيد حق الإنسان في حياة نظيفة و صحية لذا فان من واجبه المحافظة على البيئة و حمايتها من التلوث و الإستنزاف و هنا يتأتى دور لجنة البيئة و الطاقة الجديدة التابعة لمجلس الإتحاد الدولي للتعليم المهني ( IFVE ) و التي وضعت نصب عينيها كيفية القيام بدور رئيسي و فاعل في دفع عجلة التنمية في العديد من المجالات الإقتصادية و الثقافية و السياسية و الإجتماعية و ذلك من خلال المشاركة في حماية البيئة في المجالات المختلفة و ذلك من خلال الحد من التلوث البيئي و التي أصبحت مشكلة يساهم فيها كل الدول تاثيرا و تأثرا نظرا لان الملوثات لا تعرف حدودا سياسية أو فواصل طبيعية بين الدول و القارات تقف عندها بل تنتشر بلا عوائق من موقع لآخر على المدى القريب أو البعيد فقد يظهر التلوث في دولة لا تمارس نشاط صناعي معين و ذلك نتيجة إنتقال الملوثات من دولة ذات تلوث عالي إلى دولة أخرى مما يعطي المشكلة صفة العالمية و لعل حادثة المفاعل النووي في تشرنوبيل ( 1986 ) خير مثال على عالمية التلوث إذ أن الإشعاعات النووية التي إنبعثت من هذا المفاعل أصابت الكثير من الدول الأوربية و دول غرب إفريقيا و شمال آسيا و يأخذ التلوث البيئي صورا مختلفة في شتى الدول ففي الدول المتقدمة ينجم التلوث عن التكنولوجيا الحديثة و يأخذ طابعا كيميائيا بينما في الدول النامية يأخذ طابعا بيولوجيا أو إجتماعيا .
و من الحقائق التي يجب إدراكها جيدا عند التعامل مع المشكلات البيئية انها مشكلات متداخلة و متكاملة و كلا منها ترتبط بالاخرى بشكل أو بآخر و تفرض هذه الحقيقة ألا ينظر إلى مشكلات البيئة نظرة منفصلة بل نظرة تكاملية حتى لا تعالج مشكلة ما في غياب و على حساب مشكلة اخرى .
حيث ثبت أن التلوث أحد العناصر المكونة للوسط البيئي يعني تلوث العناصر الأخرى ، فالبيئة تضم عناصر كثيرة لكن كبرى هذه العناصر الثلاث ( الهواء و الماء و التربة )
و في هذه البيئة بعناصرها الكبرى الثلاث يعيش الإنسان بها و يمارس نشاطه الإجتماعي و الإنتاجي ، ينتج عن ذلك العديد من السمات المشتركة للمشاكل البيئية في العالم و تتمثل في الضغط السكاني و إزدحام المدن و التخطيط العمراني العشوائي و تدهور قاعدة الموارد الطبيعية المحدودة و بصفة خاصة الأراضي الزراعية كما تبدو ظاهرة التصحر و تدهور التربة كسمة مميزة للبيئة و كذلك الإستخدام غير الأمثل للموارد المائية و تلوث الهواء و تلوث البحار و الأنهار و ذلك كله نتيجة التطور الصناعي و التوسع في إستخدام وسائل النقل الحديثة ( بري – بحري – جوي ) التي تستخدم الوقود التقليدي مثل الفحم و البترول
و حيث أن الطاقة أصبحت هي عصب الحياة الحديثة و بالتالي فان مصادر الطاقة المختلفة لها تأثير على البيئة و غالبا ما يكون تأثيرها سلبيا نتيجة إستخدام الطاقة التقليدية ومن هنا كان لابد من التفكير في مجابهة هذا التأثير من خلال عدة محاور وهي :
المحور الأول التوسع في إستخدام مصادر الطاقة النظيفة :
أولا الطاقة الكهرومائية : حيث تستخدم الطاقة الكهرومائية قوة الماء المتحرك لإنتاج الكهرباء و الطاقة الكهرومائية هي أكثر صور الطاقة المتجددة إستخداما في العالم .
ثانيا : الطاقة الشمسية : توفر الشمس المصدر الرئيسي للطاقة لجميع الكائنات الحية و الطاقة الشمسية مجانية و لن تنفذ أبدا .
ثالثا : طاقة الرياح : تتحكم توربينات الرياح في حركة الهواء لتنتج الطاقة و غالبا ما توجد هذه التوربينات في مزارع الرياح
رابعا : الكتلة الحيوية : و هذا هو المصطلح المستخدم لوصف الخامات النباتية و المخلفات الحيوانية للحصول على الطاقة .
خامسا : الطاقة الأرضحرارية ( الناتجة عن حرارة الأرض ) : و هذه الطاقة التي يتم توليدها بإستخدام الحرارة الموجودة تحت سطح الأرض
المحور الثاني مكافحة السلوكيات الخاطئة باجراءات مثل :
اولا نشر الوعي بين المواطنين و العاملين بضرورة تجنب السلوكيات الضارة بالبيئة
ثانيا تشديد الرقابة على وسائل النقل المختلفة ( بري – بحري – جوي ) التي تصدر عوادم تلوثية
ثالثا تأكد الأجهزة المختصة من إجراء الصيانة الوقائية لوسائل النقل المختلفة و مراقبتها رابعا تطبيق القانون بحزم على كل من يخالف المواصفات التي تحافظ على البيئة
و ختاما يجب على كل فرد أو جهة أن يتم بذل جهدا لإستخدام الموارد البيئية بحكمة و وعي بالطرق التي يمكن نجعل بها أساليب معيشتنا أكثر إستدامة لكي تستفيد الأجيال القادمة من مساعينا الحالية فضلا عن الحفاظ على البيئة و تجنبا لمخاطر التغير المناخي
ومن خلال العرض السابق نجد أن المجلس الدولي للتعليم المهني قد ساهم في تفعيل مسئوليته المجتمعية .