( ماذا لَو عادَ بِنا الزَّمَنُ لِلوَراءِ ؟! )
كثيرًا ما يتردد في أذهاننا سُؤالًا: ماذا لو عاد الزَّمن بنا إلى الوراء إلى تلك السَّنوات البعيدة؟ فيجيب أحدهم لأفعل كذا وأغيّر كذا وأعدّل كذا…
فكلُّ واحدٍ منَّا لديه عثرات وأخطاء سيقوم بتعديلها لو عاد به الزَّمن ولكن أنَّى لنا ذلك! ويتكرر ذلك التَّفكير في الماضي الممزوج بالحسرة على ما فات من فرص.
ولأنَّه سؤالٌ خياليٌّ قرَّرتُ أن أعيش هذا الحلم وأجيب عنه من مخيلتي، فجميعنا يحنُّ إلى الماضي ويتأسف على ما فرَّط فيه من إنجازات ونجاحات، وهذا الجواب سيبقى في حيّز الخيال فهو على سبيل المجاز لا الحقيقة فما ذهب لن يعود إلَّا من خلال الرّوايات؛ فبدأتُ بنفسي وسألتها، لو عاد بي الزَّمن ماذا سأغيُّر في حياتي؟
بالرَّغم من رضاي التَّام عن كلِّ أحداث حياتي الماضية سواء السَّيِّئة منها أو الجيِّدة، فأنا أصبحتُ أحد ثمار هذه الأحداث التي جنيتها على شكلِ خبرةٍ عمليَّةٍ في الحياة، بالتَّأكيد أوَّل شيءٍ سأفعله هو أن أحمد الله على نعمة العمر والصِّحة، وسأكون حريصًا في كلّ تصرفاتي، وأكثر حذرًا في اتّخاذ القرارات، وسأحاول تجنُّب أخطائي، ولن أجعل الدُّنيا أكبر همّي، وسأعطيها ما تستحق من وقتٍ ولن أنسى نصيبي من إسعاد نفسي، إضافةً لذلك سأكون حريصًا على رؤية من أحبُّ وأستمتع بقضاء أكبر وقت معهم؛ لأنَّني لم أعرف معنى الاشتياق إلَّا بعد الفراق، كذلك لتريثتُ قليلًا في توزيع الثّقة على جميع من أقابل، ولن أجامل النَّاس على حساب راحتي، ولابتعدتُ عن الصَّديق المتقلّب، ولمسحتُ من ذاكرتي بعض الأشخاص الذين أساءوا لي ولأضفتُ بدلًا منهم آخرين فقدتهم سهوًا مع زحمة الحياة، ولكنتُ حريصًا على الجري نحو الفرح.
وفي الختام يجب علينا أن نتذكر أنَّ الظُّروف والمعطيات التي كانت قديمًا اختلفت وتبدلت عن زماننا الحالي، وكذلك شخصيَّاتنا وطريقة تفكيرنا فلا داعي للنَّدم، كما يجب علينا ألَّا نجلد ذاتنا على قرارات الماضي التي قدَّرها الله لنا، ونعلم أنَّ العثرات والأخطاء الماضية كانت جزءًا في بناء شخصيَّتنا التي نحن عليها الآن.
